هنالك على ضفاف نهر الفرات في مدينة الناصرية بليلة ادلهم ظلامها وتلبد الحزن في سمائها كانت هناك الاف المركبات العسكرية الامريكية تحتشد على جانبي الطريق ازدحمت اراء الناس على اختلاف طبقاتهم بين المتامل والمنذهل ومن سكن الياس قلبه كيف الغد سيكون..!وما ذا يحمل في جعبته بعد خمس وثلاثون عاما مضت اننعم بالخير والحرية..ام العكس سيكون نصيبنا وفي احدى صباحات تلك الايام التي ازخرت بمطر من الرصاص وموت قسري نظرت من ثقب في باب داري فاذا بي ارى جثة هامدة امام باب من البيوت المقابلة لبيتي رجعت مسرعة الى الغرفة التي كنا ننام وناكل ونجلس فيها ظنا منا بانها في ما من عن باقي اجزاء البيت وتحمينا من قصف الطائرات والمدافع ثم رجعت مرة اخرى الى ذلك الثقب لاراقب بفضول ماحل بتلك الجثة... انها جثة معلمة شابة اسمها زهور حيث توجهت رصاصات الجيش الامريكي نحو بيتها المقابل للشارع العام التي تملؤه دباباتهم ومدافعهم وسياراتهم العسكريه عند دخولهم مدينة الناصرية على جانبي الطريق السريع فاصابت رصاصة مشؤومه زوجها وهو في عقر داره حيث لا سور عالي يحمي بيته البسيط من هكذا رصاصة افقدت زهور رشدها وجعلتهاتدير وجهها فكانت زوايا البيت تقذفها وقارعة الطريق مرة اخرى تردها . تشبث بها زوجها وهو ينزف والالم يعتصره محاول منعها من الخروج قائلا لا تتركي بيتك فالرصاص مزروع بسواها ولكنها بوفاء زوجة وما تمتلكة كلمة الوفاء من معاني الشرف والعفة تركت زهور دارها قاصدة دار عمها لتخبرهم عما حل بها وبزوجها . كان الجيران في مخاباهم والمحلة فارغة تماما الامن اصوات الطائرات والمدافع تابع الرصاص خطواتها بقصد مسبق فر شقت الجدران بالرصاص قاصدة جسمها الطري حتى سقطت عند باب من بين تلك الابواب في المحلة التي كانت اشبه بان من يقطنها هم الموتى وليس من الاحياء لهول قصف الطائرات وشدة قصف المدافع سقطت زهور وهي حامل في شهرها السابع قتلت وطفلهاقبل ان يرى النور فكانت صورة رائعة للتضحية والشرف والسخاء وبعد ذلك الصراع مع الحياة سقطت في باب احد البيوت المقابلة لبيتي ولكن لم يكن هناك من يحمل جثتها وطفلها الذي في بطنها لان الخوف يمنع كل من يحاول ان يقف في باب داره والموت كان بالمرصاد وحملت بعد ذلك جثة تلك المراة على ايدي رجال غيارى ضحو بانفسهم لارضاء ربهم وبعربة من خشب الى احدى كراجات السيارات الفارغةالا من ازيز الرصاص لتدفن مؤقتا هناك وبعد ثلاثة ايام أي بعد انتهاء ايام الفاتحة تم نقل اثاثها وماكنة خياطتها من بيتها الفارغ الى بيت عمها اهل زوجها لان الاب اصبح مشلولا في المستشفى والام ضحية رصاصات طائشة ان ما كان يحزنني حقا وانا انظر للموقف من مكان في بيتي هو وجدت ان من بحمل اثاثها هن بناتا الصغيرات الخمس حيث لا تتعدى كبراهن الثانية عشر سنة وكانت الام تتامل ان تلد مولود ذكر يفرحها ولكن كانما كان للقدر عليها ثار اراد ان ياخذه منها في تلك اللحظه المشؤومه فماتت ومات من في بطنها فتلاشت افراحهابوليدها المنتظر وانزرعت الابتسامة على شفاه خمس بنات افقدتهن الحرب اغلى مايملكن الا وهي امهن