الدراما السورية تفرض المنافسة على العاملين في الدراما المصرية وتثمر مسلسلات مشتركة تسجل نجاحا في رمضان
-----------------------
بدأت الدراما المصرية باستعادة بعض عافيتها هذه السنة مع عرض مسلسلات اكثر جدية تتبنى قضايا سياسية واقتصادية وخاصة المسلسلات المشتركة، كما يرى عدد من النقاد.
وأشار نقاد الدراما المصريون بعد الأيام الأولى من عرض المسلسلات المخصصة لشهر رمضان الى ان المسلسلات المصرية التي عرضت تظهرها بإيقاع جيد.
ومن بين المسلسلات المشتركة التي شهدت نجاحا كبيرا خلال الايام الاولى "الملك فاروق" للمخرج السوري حاتم علي وتأليف لميس جابر (زوجة الفنان يحيى الفخراني) الذي يتعرض لسيرة الملك فاروق الذي يؤدي دوره النجم السوري تيم حسن.
وقد يعود هذا التحسن الظاهر في عدد من المسلسلات لنجوم تعرضوا لانتقادات لاذعة في المواسم الماضية الى "المنافسة التي فرضتها الدراما السورية على جميع العاملين في هذه الصناعة في مصر من كتاب ومخرجين وفنانين ومنتجين" كما تؤكد الناقدة علا الشافعي.
وكانت الصحافة المصرية قادت خلال الاعوام الثلاثة الماضية حملة كبرى في مهاجمة المسلسلات المصرية من خلال مقارنتها بنظيرتها السورية متهمة كتاب الدراما والمخرجين والفنانين بعدم التعرض للمشاكل الحقيقية التي يعاني منها المجتمع المصري الى جانب استسهال العمل دون بذل مجهود حقيقي لابرازه بما يليق بمستوى الدراما.
وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير تقديم الدراما السورية والمصرية مسلسلين عن "بيبرس" سلطان مصر والقائد الاسلامي الذي هزم التتار على ارض فلسطين حيث ظهر التفوق الدرامي السوري بدون منازع من حيث الكتابة والاخراج والتمثيل وتنفيذ المشاهد والعمل الجاد على اظهار العمل بما يليق بشخصية هذا القائد.
الى جانب ذلك يشير الناقد عادل عباس الى "مشاركة عدد من المخرجين العرب والفنانين العرب خصوصا السوريين واللبنانين في الدراما المصرية والتحدي الذي شكله حضورهم القوي لنظرائهم من المصريين خصوصا وانها صورت على الاراضي المصرية بفنانين مصريين في بعضها وفي بعضها الاخر بمشاركة من فنانين سوريين".
واوضح ان "هذه المشاركة لم تأت بخيار مصري رسمي بل فرضها بالأساس انتاج رأس المال الخاص الذي يسعى الى الربح واصبح هذا الحضور يشكل له تنوعا يستطيع من خلال زيادة أرباحه من خلال جودة المنتج الذي فقدته الدراما المصرية في ظل سيطرة قطاعات الانتاج التابعة للتلفزيون على انتاج الدراما المصرية".
وتشير الشافعي إلى أن هذا "أدى في الاعوام الاخيرة الى قيام الجمهور بادارة ظهره لهذه الدراما التي اتسمت بتدني مستواها الفني والفكري".
ومن المسلسلات التي بدأت تلقى رواجاً مسلسل "الدالي" للمخرج اللبناني المقيم في مصر منذ ما يقارب ربع قرن يوسف شرف الدين وتأليف وليد يوسف ويؤدي البطولة الى جانب نور الشريف سوسن بدر واسامة عباس وسامي عبد الحليم وتسعة وجوه جديدة قام نور الشريف بتدريبها لاكثر من ثلاثة اشهر.
ويتطرق الى التاريخ المصري منذ عام 1956 وحتى عام 1979 ويعالج المسلسل قضايا الفساد وبيع الاراضي والمصالح الاقتصادية الكبرى في مصر من خلال شخصية وزير ورجل أعمال قام نور الشريف بتجسيدها ويفضح من خلالها تاريخ الشخصية وتاريخ الفساد من خلال استرجاع درامي للزمن عبر ذكريات ابطال المسلسل.
في حين يعالج مسلسل "قضية رأي عام" ـ للمخرج الاردني محمد عزيزية وتأليف محسن الجلاد وبطولة يسرا وهشام سليم وابراهيم يسري ورجاء الجداوي وراندا البحيري ولقاء الخميسي ـ حادثة اغتصاب ثلاث نساء تشير الى اغتصاب البلد بكاملها من قبل الطبقات الفاسدة.
ويحقق مسلسل "سلطان الغرام" ـ المسلسل المصري تماما ـ لشرين عادل تاليف محمد اشرف نجاحات كبيرة مع بطله خالد صالح الذي يؤدي الدور الرئيسي الى جانب لوسي وروجينا ولوسي وطارق لطفي من حيث نسبة مشاهدته العالية ويناقش قضيتي الارتقاء الطبقي وتعدد الزوجات.
ويأتي بعده بدرجات اقل مسلسلات "يتربى بعزو" ليحيى الفخراني، و"عمارة يعقوبيان" لصلاح السعدني وعزت ابو عوف ولبنى عبد العزيز في اول عودة لها للعمل في الدراما بعد غياب اكثر من ربع قرن، و"نقطة نظام" لصلاح السعدني، وكذلك مسلسل "مصراوية" لهشام سليم، و"من اطلق النار على هند علام" لنادية الجندي.